بسم الله الرحمن الرحيم
عندما اسلم سعد بن عبادة امسك بيد ابنه (قيس) وذهب به الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
(هذا خادمك يا رسول الله) فقربه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وكان ملازما له.
كان قيس سخيا وكريما وكاد لسخائه ان يهلك مال ابيه جاء احد المسلمين اليه يستقرض منه قرضا
كبيرا فأقرضه قيس فلما حان وقت تسديد الدين جاء الرجل بالمال فلم يقبل قيس اخذه و قال:
(انا لا نأخذ شيئا اعطيناه).
وكان قيس مع كرمه هذا شجاعا مقداما وكان مع شجاعته ذا بصيرة بعواقب الامور وكان في صف علي
في صفّين والجمل والنهروان وكان يحمل راية الانصار.
وقد ولاه الامام علي حكم مصر وخشي معاوية ان تخرج مصر من سلطانه فبعث ليستميل قيسا اليه
ففشل فأرسل من يخبر عليا عن قيس اخبارا كاذبة فاستدعاه علي وعزله عن الحكم.
وبعد استشهاد علي بايع قيس الحسن بن علي (رضي الله عنه) ولكن الحسن تنازل عن الخلافة
فقام قيس في جماعته خطيبا فقال :
(ان شئتم حاربنا حتى نموت وان شئتم طلبت لكم الامان من معاوية) .. فاختاروا الصلح واخذ الامان.
كان قيس يقول : (لولا اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لولا المكر والخديعة في
النار لكنت امكر هذه الامة).
وفي عام تسع وخمسين للهجرة مات زعيم الانصار ابن زعيمهم الرجل الكريم الشجاع الصـــــادق ..
مات قيس بن سعد رضي الله عنه وعن ابيه.