مدينة جميلة الواقعة شرق العاصمة الجزائرية على بعد 300 كلم و تحديدا بولاية
سطيف، التي يمتد تاريخها إلى عهد الإمبراطورية الرومانية و تحت قيادة
الإمبراطور الروماني نيرفا هي الآن محل استقطاب عدد هائل من السياح المارين
على هذه الولاية التي تملك أثارا رومانية من العيار الثقيل، الأخوة كوزيتوس
كاسفينوس كراكلا و فينوس " إلاه الجمال "الخ هي أسماء رومانية مرت على
المدينة..و أنت أمام موروث تركه الرومان بالمدينة لا تعادل قيمته أي قيمة مالية
ولا معدنية أخرى.رغم ما تعانيه من إهمال تخطر ببالك عدة أسئلة تدفعك روعة أثار
كويكول إلى طرحها .. كيف أستطاع الرومان و بإمكانيات قليلة أغلبها من الحجر
أن يؤسسوا مدينة تسع لحولي 42 هكتار؟ بها مسرح يتسع لحولي 3000 ألاف
مشاهد؟ وعدد من المعابد لممتد
Djemila
مدينة جميلة الأثرية العائد تاريخها إلى نهاية القرن الأول ميلادي و بداية القرن
الثاني، لمجرد أن دخلنا المدينة قابلنا تمثال ضخم للسيدة جوليا دوبنا ذات الأصول
السورية و زوجها سيتيرسيفير ذو الأصول الليبية كما ذكر لنا المرشد، و كأنهما
يترصدان من يعتب باب مدينتهم التي أسسا فيها عدة معابد منها معبد كراكلا هدية
سيتيرسيفير لولد جوليا دوبنا كراكلا المعبد الذي لا تستطيع رؤية قمته ذات العلو
الرهيب ... العائلة الرومانية التي حلت بالمدينة نهاية القرن الثاني و بداية القرن
الثالث لم تمر على المدينة مرور الكرام، و نحن نستفسر على تركة العائلة أخبرنا
المرشد أن سيتيرسيفير أسس بالمدينة أربعة طرق ما تزل للساعة هي : سيتي
فيس " سطيف " سيرتاميناف " قسنطينة " و قرقيلي " جيجل " و أخيرا لومبار
" تيمقاد " ...و بعد سيرنا مدة نصف ساعة بالمدينة التي تتميز بطرق صعبة
المسالك شد انتباهنا مسرح كبير يتسع لعدد هائل من المتفرجين و أنت تقف على
هضبته يذهب بك الزمن إلى الماضي البعيد جدا إلى عهد كانت فيه المسارح
مخصصة للقتال..مسارح يعرض فيها المقاتلين من الرومان قدراتهم الدفاعية على
إمبراطورية ما تزال معالمها قائمة، مشاهد لم نعد نراها إلا في بعض الأعمال
التاريخية السورية ...في ساحة كبيرة تقع إلى جانب المسرح مبنية بالحجر تقع
محكمة تمتد إلى القرن الرابع ميلادي كان يعاقب فيها إمبراطور المدينة نيرفا كل
روماني يخالف قوانين إمبراطوريته..
من كويكول الرومانية إلى جميلة الجزائرية
جميلة هو اسم عربي اسمها الروماني كويكول، كانت تحت قيادة الأمبراطور نيرفا
تأسست قي نهاية القرن الأول ميلادي و بداية القرن الثاني ميلادي تبدأ خلال
القرن الأول من معبد الكابيتول الذي يتكون من ثلاث آلهة جينار،.جينو و.مينيرو،
إلى جانب سوق للأخوة كوزيتوس و معبد ألهه أوربا حيث يوجد فيه ساحة قديمة
هي ساحة واد المقربين .. ففي الشرق محكمة الغرب الذي يوجد فيها معبد فينوس
" إلاه الجمال " و منزل كاسفينوس العائلة النبيلة، مكان استخراجي أختارته
الإمبراطورية الرومانية بعدما طردت البربر منها، مدينة متحصنة امنيا بالدرجة
الأولى تربة خصبة سوداء صالحة للزراعة، تقع مابين أوديتين واد قرقور الغرب و
واد بيطان الشرق تسع مساحتها 42 هكتار بعدد سكان بلغ 12 ألف ساكن من
الرومان ، مصنفة عالميا منذ 1982 و وطنيا منذ 1900. الملاحظ أيضا أن
كويكول فيها حي مسيحي فيه معبد الباتستار أين كانت تتم به عملية التنصير و
يوجد به كنيستين الأولى يعود تاريخها إلى القرن الرابع ميلادي فيه الكريبت أين
كان المسيح من الأورتودوكس يقومون بعملية التحنيط ..
هل انتهى كل شيء هنا ؟ هل بدأ كل شيء هنا ؟
الرحلة إلى جميلة لا تنتهي بمجرد انك تكتشف كل ما فيها من أثار ظاهرة
للعيان...نهاية رحلة تولد بداية رحلة أخرى مليئة بالتساؤلات إجاباتها قصص و
روايات لولا أنها مسجلة تاريخيا لقيل إنها من صنع الخيال ..و نحن ننهي رحلتنا
التي دامت نهارا كاملا السؤال الوحيد الذي طرحناه مرات عديدة على المرشد الذي
كانت تعلو وجهه معالم التعب هو: أين كان الرومان يودعون موتاهم ؟؟ و نحن
نتجول ما بين كل تلك الآثار النادرة و القيمة المتروكة من قبل هذا القوم بناها
بأشياء بسيطة انتابنا الشعور بان للمدينة خبايا أخرى ما تزال ربما دفينة أرض
كويكول !!..وهو الشيء نفسه الذي أكده لنا المرشد: إن لجميلة بالفعل خبايا تحت
الأرض منها المقبرة التي لم بتم العثور عليها بعد رغم التنقيبات التي بدأت 1910
ميلادي و إلى غاية 1957 من طرف الفرنسيين، قال عنها المرشد: تنقيبات لم تتم
بطريقة جيدة ما عثر عليه يعادل فقط 75 بالمائة و الباقي ما يزال دفين المدينة
الرومانية..
العائلات الرومانية القديمة و رواية تقديسهم للفسيفساء
تضمن حديث المرشد رواية أخرى عن فسيفساء موجودة بمدينة جميلة أو كويكول،
الحديث كانت فيه نبرة تاسف ، استفسرنا عن سبب تحسره فعلمنا أن الفسيفساء
هي في حالة يرثى لها فبعدما طلبنا عن إمكانية زيارة المكان ذكر لنا الرجل المرافق
أن المكان محاصر بأسلاك و لا يجوز لأحد معاينتها تقدمنا بطلب زيارة المكان و لو
من وراء هذه الأسلاك فبعد الموافقة توجهنا إلى المكان فلم نعثر فقط عن أسلاك
تعلو المكان بل أسوارا حجرية تحرص هذه الفسيفساء..فسيفساء بمجرد أن رأيناها
جلبت انتباهنا ألوانها المتنوعة الأزرق و الأحمر و الأبيض.. ألوان و كأنها صبغت
بها أياما قليلة قبل زيارتنا..فالفسيفساء عبارة عن زربية مزركشة و مزينة بألوان
باهية في شكل لوحة مستطيلة الشكل مصنوعة من بلاط من نوع خاص و ثمين..
فسيفساء مخصصة لتزين بيوت النبلاء من الرومان فقط، تأخذ أشكالا متعددة
أغلبها في شكل حيوانات هي الآن للأسف في حالة سيئة جدا، ونحن نتفقد المكان
لاحظنا عليها بعض الخدوش سببها تصدعات سمحت لقطرات المطر بخدش هذه
الزربية المصنوعة من أفخر وأغلى أنواع البلاط..